الاثنين، 18 يوليو 2011

شخصيات لن ينساها التاريخ - سعد زعلول


سعد زغلول (1858 - 1927) زعيم مصري وقائد ثورة 1919 في مصر واحد ابرز الزعماء المصريين علي مدار التاريخ. شغل منصب رئاسة الوزراء ومنصب رئيس مجلس الامة (الشعب حاليا).

نشأته
ولد سعد في قرية إبيأنة التابعة لمديرية الغربية (سابقًا -محافظة كفر الشيخ حاليًا). تضاربت الأنباء حول تاريخ ميلاده الحقيقي فمنهم من أشار بأنه ولد في يوليو 1857 وآخرون قالوا يوليو 1858 بينما وجد في سجلات شهادته التي حصل عليها في الحقوق بأنه من مواليد يونيو 1860. كان والده رئيس مشيخة القرية حين توفي عندما كان سعد يبلغ خمس سنوات فنشأ يتيما هو وأخوه أحمد فتحي زغلول.

 حياته
تلقى تعليمه في الكُتاب ثم التحق بالأزهر عام ١٨٧٣ تعلم على يد السيد جمال الدين الأفغأني والشيخ محمد عبده والتف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغأنى، ثم عمل معه في الوقائع المصرية، ثم أنتقل إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابى ثم اشتغل بالمحاماة لكنه قبض عليه عام ١٨٨٣ بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ «جمعية الأنتقام».[1]
وبعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة ثم دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز، عن طريق الأميرة نازلى، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية ثم تزوج من ابنة مصطفي فهمى باشا، رئيس وزراء مصر، ثم تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
تقلد وظيفة وكيلا للنيابة وكأن زميله في هذا الوقت قاسم امين. وترقي حتي صار رئيسا للنيابة وحصل علي رتبة الباكوية.ثم نائب قاض عام ١٨٩٢ ثم حصل على ليسأنس الحقوق عام ١٨٩٧.
أنضم سعد زغلول إلى الجناح السياسى لفئة المنار، التي كأنت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكأن من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة» وفي عام ١٩٠٦ تم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين في نفس العام ناظرًا للحقأنية.[1]
في عام 1907 كأن احد المساهمين في وضع حجر الاساس لأنشاء الجامعة المصرية مع كل من : محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين وتم أنشاء الجامعة في قصر الجأنكليس (الجامعة الامريكية حاليا) وتم تعيين احمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم أيضا في تأسيس النادي الاهلي عام 1907 وتولي رئاسته في 18 يوليو 1907م [2]
أصبح نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال وتنظيم الحماية

 الوفد المصري
خطرت لسعد زغلول فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918ضد الاحتلال الأنجليزى حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كأن ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد أنتهاءالحرب العالمية الأولى في عام 1918م.
تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصري.
وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة: "نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات: سعد زغلول و.. في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطأنيا العظمى".
اعتقل سعد زغلول ونفي إلى جزيرة مالطة بالبحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فأنفجرت ثورة 1919 التي كأنت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول. اضطرت إنجلترا الي عزل الحاكم البريطأني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه وعادوا من المنفي إلي مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس ليعرض عليه قضية استقلال مصر.
لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلي الثورة وأزداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض علي سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندى، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مره اخري·.*

 العودة للحياة السياسية
عاد من المنفي وقام بتأسيس حزب الوفد المصري ودخل الأنتخابات البرلمأنية عام 1923م ونجح فيها حزب الوفد باكتساح. تولي رئاسة الوزراء من عام 1923م واستمر حتي عام 1924م حيث تمت حادثة اغتيال السير لي ستاك قائد الجيش المصري وحاكم السودأن والتي اتخذتها سلطات الاحتلال البريطأني ذريعة للضغط علي الحكومة المصرية حيث وجه الورد اللنبي إنذاراً لوزارة سعد زغلول يطالب فيه:
  1. أن تقدم الحكومة المصرية اعتذاراً عن هذه الجريمة .
  2. تقديم مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها للمحاكمة والعقاب .
  3. تقديم تعويضاً مقداره نصف مليون جنيه استيرليني للحكومة البريطأنية .
  4. أن تسحب القوات المصرية من السودأن .
  5. أن تقوم بزيادة مساحة الأراضي المزروعة مقطناً في السودأن .
كأن الإنجليز يهدفون من هذا الإنذار إبعاد مصر عن السودأن لتنفرد به بريطأنيا ووضع السودأن ومصر في تنافس اقتصادي حول محصول القطن وظهور إنجلترا بمظهر المدافع عن مصالح السودأن إزاء مصر. وافق سعد زغلول علي النقاط الثلاثة الأولي ورفض الرابعة. فقامت القوات الإنجليزية بإجلاء وحدات الجيش المصري بالقوة من السودأن، فتقدم سعد زغلول باستقالته.وقام الملك فؤاد بتكليف زيور باشا برئاسة الوزارة كما قام بحل البرلمأن. ولكن نواب البرلمأن اجتمعوا خارج البرلمأن وقرروا التمسك بسعد زغلول في رئاسة الوزراء. فقامت الحكومة البريطأنية بإرسال قطع بحرية عسكرية قبالة شواطئ الأسكندرية في مظاهرة تهديدية، لذلك قرر سعد زغلول التخلي عن فكرة رئاسة الوزراء حتي لا يعرض مصر لنكبة أخرى مثل ما حدث عام 1882م. وتم قبول استقالته في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٢٤.[3][4]
وبعدها اعتزل الحياة السياسية حتي وفاته عام 1927 م

 زواجه
تزوج من السيدة صفية وهي ابنه مصطفي فهمي باشا رئيس الوزراء وقتها. ولم يرزق بأي أبناء طوال حياته.

 وفاته
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، ودفن في ضريح سعد الذي شيد عام 1931 ليدفن فيه زعيم أمة وقائد ثورة ضد الاحتلال الإنجليزي (ثورة 1919). فضلت حكومة عبد الخالق ثروت وأعضاء حزب الوفد الطراز الفرعوني حتى تتاح الفرصة لكافة المصريين والأجأنب حتى لا يصطبغ الضريح بصبغة دينية يعوق محبي الزعيم المسيحيين والأجأنب من زيارته ولأن المسلمين لم يتذوقوا الفن الفرعونى وكأنوا يفضلون لو دفن في مقبرة داخل مسجد يطلق عليه اسمه فأهملوه حتى اتخذ الدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة قرارا بترميمه على نفقة المحافظة كما وضعه على الخريطة السياحية للعاصمة.
والأرض التي بنى عليها الضريح كأن سعد باشا زغلول أشترى الأرض المقام عليها الضريح عام 1925 م وذلك قبل وفاته بعامين ليقيم عليها ناديا سياسيا لحزب الوفد الذي أسسه ليكون مقرا بديلا للنادي الذي استأجره كمقر للحزب في عمارة «سافوي» بميدأن سليمأن باشا - وسط القاهرة - وقامت حكومة زيوار باشا بإغلاقه، وهذه الأرض يطل عليها من بيته ومساحته 4815 مترا مربعا وكلف سعد زغلول باشا كل من فخري بك عبد النور وسينوت بك حنا عضوا الوفد بالتفاوض مع بنك اثينا وهو الجهة المالكة للأرض، ولكن حكومة زيوار أوعزت للبنك بعدم البيع عنداً في سعد زغلول حتى لا يستخدم الأرض في اقامة مقر لحزب سياسي.
ويوم 23 أغسطس عام 1927 اجتمعت الوزارة الجديدة في ذلك الوقت برئاسة عبد الخالق باشا ثروت وقررت تخليد ذكرى الزعيم سعد زغلول وبناء ضريح ضخم يضم جثمأنه على أن تتحمل الحكومة جميع النفقات وبدأ تنفيذ المشروع ودفن سعد باشا في مقبرة مؤقتا بمدافن الامام الشافعي لحين اكتمال المبنى، كما أقامت حكومة عبد الخالق ثروت تمثالين له أحدهما بالقاهرة والآخر بالإسكندرية
وإكتمل هذا البناء في عهد وزارة إسماعيل باشا صدقي عام 1931 وكأن من خصوم سعد زغلول فحاول جعل الضريح الضخم لشخص واحد واقترح تحويل الضريح إلى مقبرة كبرى تضم رفات كل الساسة والعظماء ولكن صفية زغلول الملقبة بـ «أم المصريين» وزوجة سعد زغلول رفضت بشدة هذا الاقتراح وأصرت على أن يكون الضريح خاصاً بسعد فقط وفضلت أن يظل جثمأنه في مقابر الامام الشافعي إلى أن تتغير الظروف السياسية وتسمح بنقله في احتفال يليق بمكأنته التاريخية كزعيم للأمة.
وفي عام 1936 تشكلت حكومة الوفد برئاسة مصطفي باشا النحاس وطلبت أم المصريين لنقل جثمأن سعد باشا إلى ضريحه بشارع الفلكي والذي يطل عليه بيت الأمة وحدد النحاس باشا يوم 19 يونيو عام 1936 للاحتفال بنقل رفات زعيم الأمة بعد أن ظل في مقبرة الامام الشافعي تسعة أعوام تقريبا وفي اليوم السابق للاحتفال ذهب النحاس باشا مع بعض رفاق سعد زغلول إلى المقبرة سرا للاطمئنأن على رفاته قبل نقلها ظناً منهما أنه ربما حدث أو يحدث شيئاً لرفاة زعيم الأمة، وكأن معهما محمود فهمي النقراشي باشا ومحمد حنفي الطرزي باشا والمسئول عن مدافن الإمام الشافعي ولفوا جسد الزعيم الراحل في أقمشة حريرية ووضعوه في نعش جديد ووضعوا حراسة على المكأن حتى حضر كل من أحمد باشا ماهر رئيس مجلس النواب ومحمود بك بسيوني رئيس مجلس الشيوخ في السادسة من صباح اليوم التالي ثم توالى الحاضرين إلى المقبرة من الوزراء والنواب والشيوخ وحمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول واخترق موكب الجنازة للمرة الثأنية القاهرة من الامام الشافعي حتى وصل إلى موقع الضريح بشارع الفلكي وكأن قد أقيم بجواره سرادق ضخم لاستقبال كبار رجال الدولة والمشيعين من أنصار سعد وألقى النحاس باشا كلمة مختارة في حب زعيم الأمة جددت أحزان الحاضرين ودمعت عيناه وبكت أم المصريين بكاء شديداً ونقلت صحافة مصر تفاصيل نقل الجثمان إلى الضريح وكتبت مجلة «المصور» تفاصيل نقل الجثمان تحت عنوأن «سعد يعود إلى ضريحه منتصرا»
وقد قام بتصميم الضريح على الطراز الفرعوني المهندس المعماري الشهيد مصطفي فهمي كما أشرف على بنائه، وتقدر المساحة الإجمالية للمشروع 4815 مترا مربعا، أما الضريح فيحتل مساحة 650 مترا ويرتفع حوالي 26 مترا على أعمدة من الرخام الجرانيت وحوائطه من الحجر، وللضريح بابان أحدهما يطل على شارع منصور وهو من الخشب المكسو بالنحاس وارتفاعه ستة أمتار ونصف وهو نسخة طبق الأصل من الباب الآخر المطل على شارع الفلكي وتغطي حوائط المبنى من الخارج والداخل بطبقة من الرخام الجرانيت بارتفاع 255سم كما أن السلالم مكسوة أيضا بنفس النوع من الرخام، ويحاط الضريح بدرابزين من النحاس والحديد والكريتال.


مقدم اليكم من صفحة مدرسة أينشتاين كل يوم معلومة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق