الجمعة، 22 يوليو 2011

دقات "جيفارا" - الدقة الاولى


الدقة الأولى

وقع الخبر على رأسي كالصاعقة دارت الدنيا من حولي زاغ بصري 
غير معقول ، لا لا لا يمكن اغتصب مسامعي صوته الأجش 
الإذاعة أعلنت الخبر الآن صرخت بأعلى صوتي 
لا ا ا ا ا ا ا كذب خداع إفك 
تجمع الناس حولي جريت كالمجنون أحاول الهروب صرخت فيهم 
أيها الكاذبون أيها الخادعون
و لا حياة لمن تنادي ،  هذه الوجوه السلبية الجامدة ، انحنيت أتناول حفنة من تراب 
لا ، لم يمت ، لم يمت ، لم يمت 
(قذفتهم بها )
لماذا تنظرون إلي هكذا ؟
أنا لست مختلا عقليا أيها التعسون  لا
تناولت أخرى و قذفتهم و أخرى
لا يمكن أن يموت إنه أكبر من أن تصرعه رصاصة غادرة 
اقتربت منهم ضاقت الدائرة من حولي 
نعم هو أكبر من أن يسقط و لم يكمل ما بدأه أو يحقق ما أراد

هل نسيتم ؟
كم مرة أكد فيها الأوغاد أنه مات ؟

كم مرة قالوا أنه قضى نحبه من قبل ؟
و لكنه سرعان ما كان يخرج علينا ليفضح كذبهم 

أليس كذلك ؟
أرجوكم  فليرد علي أحد 
ترقرقت صورتهم بعيني سقطت جالسا على الأرض حاولت كبت هذا البكاء الذي يغلي بصدري
 

أرجوكم بالله عليكم ألم يحدث هذا من قبل ؟

عندها وضعت رأسي أرضا أجهشت بالبكاء رفعت نظري إليهم مستعطفا 
أرجوكم فليكذب أحدكم الخبر  بالله عليكم

طالعتني آلاف من عيون البائسين الجياع من حولي ، انحنت رؤوس العاطلين المكبوتين المضطهدين 

ترقرقت الدموع بأعين الطامحين إلى لقمة العيش 
حزن اختلط بيأس و خوف و ذل في خنوع لفني 

احتضننى (الشيخ إمام) كما تحتضن الأم طفلها 
حاول أن يتغلب على أوجاعه خرجت الحروف من فمه مرتعشة تتحشرج
جيفارا مات ، جيفارا مات 
آخر خبر ف الراديوهات 
و فى الكنايس والجوامع 
و فى الحواري و الشوارع 
جيفارا مات و اتمد حبل الدردشة و التعليقات 

مات المناضل المثال يا ميت خسارة ع الرجال 
مات الجدع فوق مدفعه جوه الغابات 
جسد نضاله بمصرعه ومن سكات 
جيفارا مات جيفارا مات 

وجدتني أقف أضع يدي على فم الشيخ إمام أسحب بيدي الأخرى العود من بين يديه أصرخ فيهم 

لا لم يمت جيفارا لم يمت يا شيخ إمام ؟ أليس كذلك ؟
عم احمد جيفارا لم يمت يا عم أحمد هه ؟؟؟
أرجوكم كذبوا الخبر
جيفارا أكبر من أن تقتله رصاصة غدر ابحثوا عنه في كل مكان ابحثوا عنه وسط الغابات ابحثوا عنه حيثما يوجد الفقراء و المساكين 
لقد وعدنا بتحرير فلسطين نعم لقد أقسم أمام عيني بتحرير العراق و الشيشان وعدني بعالم يخلو من الذل و المهانة ابحثوا عنه حيث يوجد اليأس و الخوف و الذل و حتما ستجدونه حيا 
أليس هو من قال أينما وجد الظلم فذاك وطني 
ابحثوا عنه في قلب كل فقير و جائع ابحثوا عنه في مصر في مستنقعات كوبا فتشوا عنه في أدغال الكونغو          
 دققت كل الأبواب أنادي بعلو صوتي أيها التعساء ابحثوا عن جيفارا في البوسنة و الهرسك ابحثوا عنه في تشيلي كولومبيا جواتيمالا اسألوا عنه في بوليفيا 
ستجدونه حيث يوجد المساكين 
ستجدونه حتما 
نعم فبقلب جيفارا نار تشتعل 
تدفعه دفعا ليقف في صف كل مظلوم على وجه الأرض ، إلى جانب المعذبين في شتى أنحاء العالم 
يرفع يدية عالية 
حامل الشعلة لينير الطريق أمام ملايين البؤساء



يمسك بيدية الأطفال يأخذهم إلى الحرية و الحق و العدالة 
جيفارا هو الثورة تمشي على قدمين لا يعرف التراجع لقلبه سبيل متواضعا لا يتسرب الهوى لنفسه 

قربت على كتف أحدهم 
جيفارا الرفيق الرقيق الودود 
انطلقت أصرخ ثانية 
جيفارا الذي كبر في أعيننا يوما بعد يوم حتى صار هذه الأسطورة نعم أصبح هذه الأسطورة التي نحلم بها و يحلم بها كل مسكين جائع مظلوم في هذا العالم 
و بعد كل هذا تقولون أنه مات ؟
لا و ألف لا جيفارا لم يمت 
لم يمت  لا لا لا لم يمـــــــــــــــت 






مقدم اليكم من صفحة مدرسة أينشتاين كل يوم معلومة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق