الأحد، 31 يوليو 2011

شخصيات لن ينساها التاريخ - رفعت على سليمان الجمال "رأفت الهجان"

رفعت على سليمان الجمال



رأفت الهجان هو الاسم البديل للمواطن المصرى رفعت على سليمان الجمال (1927 - 1982)الذىوحسب المخابرات المصرية ارتحل الى اسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية فيإطار خطة منظمة عام 1954 وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تلابيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الاسرائيلي وحسب الرواية المصرية فإنالهجان قام ولسنوات طويلة بالتجسس و إمداد جهاز المخابرات المصرى بمعلوماتمهمة تحت ستار شركة سياحية داخل اسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرةمنها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال فى الاعداد لحرب اكتوبر 1973بعد ان زود مصر بتفاصيل عن خط برليف . أحدثت هذه الرواية والعملية هزةعنيفة لإسطورة تألق الموساد وصعوبة إختراقه , وتم إعتبار الهجان بطلاًقومياً في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 20 سنة وتم بث سلسلتلفزيوني ناجح عن حياة الهجان الذي شد الملايين و قام بتمثيل دوره بنجاحالممثل المصري محمود عبدالعزيزمن جهة أخرى كان الرد الرسمى من جانبالمخابرات الاسرائيلية في البداية "ان هذة المعلومات التى اعلنت عنهاالمخابرات المصرية ما هى الا نسج خيال وروايه بالغة التعقيد وان علىالمصريين ان يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية" .ولكن وتحت ضغوط الصحافةالإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق عيزرا هارئيل "أن السلطات كانت تشعرباختراق قوي في قمة جهاز الأمن الاسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقا في جاكبيتون وهو الأسم الأسرائيلي للهجان .وبدأت الصحافة الإسرائيلية و منذ عام1988 تحاول التوصل الى حقيقة الهجان او بيتون او الجمال فقامت صحيفة"الجيروزليم بوست" الإسرائيلية بنشر خبر يؤكد فيه إن ان "جاك بيتون" او"رفعت الجمال" يهودى مصرى من مواليد المنصورة عام 1919 وصل الى اسرائيلعام 1955 وغادرها للمرة الاخيرة عام 1973 و استطاع ان ينشئ علاقات صداقهمع عديد من القيادات فى اسرائيل منها جولدا مائير رئيسة الوزراء ، وموشىديان وزير الدفاع. وبعد سنوات قام صحفيان إسرائيليان وهما ايتان هابر ويوسي ملمن بإصدار كتاب بعنوان "الجواسيس" وفيه قالوا إن العديد منالتفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة. لكن ما ينقصهاهو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته, ألا وهو خدمته لاسرائيل حيث انالهجان او بيتون ماكان الا جاسوساً مزدوجاً خدم إسرائيل أكثر مما خدم مصرحسب رأي الكاتبينالبدايات حسب الرواية المصريةولد رفعت علىسليمان الجمال في مدينه "دمياط" في "جمهورية مصر العربية" في 1 يوليو1927, وهناك مصادر أخرى تشير الى انه من مواليد مدينة طنطا حيث كان والدهيعمل في تجارة الفحم اما والدته فكانت ربه منزل تحدرت من أسرة مرموقةوكانت والدته تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية , وكان له اخوين اشقاءهما لبيب ونزيهه اضافة الى اخ غير شقيق هو سامى بعد ذلك بسنوات وتحديدا في1936 توفى "على سليمان الجمال" والد رفعت الجمال وأصبح "سامي" الأخ الغيرشقيق لـ"رأفت" هو المسئول الوحيد عن المنزل , وكانت مكانة "سامي" الرفيعة, وعمله كمدرس لغة إنجليزية لأخو الملكة "فريدة" تؤهله ليكون هو المسئولعن المنزل وعن إخوته بعد وفاة والدة , وبعد ذلك انتقلت الأسرة بالكامل إلىالقاهرة , ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل الذي عاش في الظل ومات فيالظل.شخصية "رفعت" لم تكن شخصيه مسئولة , كان طالبا مستهترا لا يهتمكثيرا بدراسته , وبرغم محاولات اخيه سامى ان يخلق من رفعت رجلا منضبطاومستقيما الا ان رفعت كان على النقيض من اخية سامى فقد كان يهوى اللهووالمسرح والسينما بل انه استطاع ان يقنع الممثل الكبير بشارة وكيم بموهبتهومثل معه بالفعل في ثلاثة افلام, لذا رأى إخوته ضرورة دخوله لمدرسهالتجارة المتوسطه رغم اعتراض "رفعت" على إلحاقه بمثل هذه النوعية منالمدارس . في المدرسة بدأت عيناه تتفتحان على البريطانيين وانبهر بطرقكفاحهم المستميت ضد الزحف النازي , تعلم الإنجليزية بجدارة , ليس هذا فقطبل أيضا تعلم أن يتكلم الإنجليزية باللكنة البريطانية . وكما تعلم "رفعت"الإنجليزية بلكنة بريطانية تعلم الفرنسية بلكنة أهل باريستخرج فيعام 1946 و تقدم بطلب لشركة بترول اجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسبواختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانهالإنجليزية والفرنسية ثم تم طرده من تلك الوظيفة بتهمة أختلاس اموال. تنقلرفعت من عمل لعمل وعمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس" وبعدأسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة وطافت"حورس" طويلا بين الموانئ , نابولي، جنوة، مارسيليا، برشلونة، جبل طارق ،طنجة وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعضالإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهنديةهناك فيليفربول وجد عرضا مغريا للعمل في شركة سياحية تدعى سلتيك تورز وبعد عملهلفترة مع تلك الشركة غادر الى الولايات المتحدة دون تأشيرة دخول او بطاقهخضراء وبدأت ادارة الهجره تطارده مما اضطره لمغادرة امريكا الى كندا ومنهاالى المانيا وفي المانيا اتهمه القنصل المصري ببيع جواز سفره ورفض اعطائهوثيقة سفر بدل من جواز سفره والقت الشرطه الالمانيه القبض عليه وحبسه ومنثم تم ترحيله قسرا لمصر . مع عودة "رفعت" إلى "مصر"، بدون وظيفة، أو جوازسفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في "فرانكفورت"، وشكوك حول ما فعله بجوازسفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة من اليأسوالإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة السويس،تتناسب مع إتقانه للغات. ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق،وأوراق، وهوية. هنا، بدأ "رفعت" يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّربارع، منحه جواز سفر باسم "على مصطفى"، يحوي صورته، بدلاً من صورة صاحبهالأصلي. وبهذا الاسم الجديد، عمل "رفعت" في شركة قناة "السويس"، وبدا لهوكأن حالة الاستقرار قد بدأتقامت ثورة يوليو 1952، وشعر البريطانيونبالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظامالجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه "رفعت"الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة "السويس"، وحصل من ذلك المزوِّرعلى جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى "تشارلز دينون".وهكذا اصبح الحالمعه من اسم لاسم ومن شخصيه مزوره لشخصية اخرى الا ان القى القبض عليه منقبل ضابط بريطاني اثناء سفره الى ليبيا بعد التطورات السياسيه والنتغيراتفي 1953 واعادوه لمصر ولافت في الموضوع ان عند القاء القبض عليه كان يحملجواز سفر بريطاني الا ان الضابط البريطاني شك انه يهودي وتم تسليمه الىالمخابرات المصرية التي بدأت في التحقيق معه على انه شخصيه يهوديهبالنسبه لـ"رفعت" فيقول فى مذكراته عن هذة المرحله فى حياته:"وبعدأن قضيت زمناً طويلاً وحدي مع أكاذيبي، أجدني مسروراً الآن إذ أبوحبالحقيقة إلى شخص ما. وهكذا شرعت أحكي لـ"حسن حسنى" كل شيء عني منذالبداية. كيف قابلت كثيرين من اليهود في استوديوهات السينما، وكيف تمثلتسلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبح ممثلاً. وحكيت له عن الفترةالتي قضيتها في "إنجلترا" و"فرنسا" و"أمريكا"، ثم أخيراً في "مصر". بسطتله كل شيء في صدق. إنني مجرد مهرج، ومشخصاتي عاش في التظاهر ومثل كلالأدوار التي دفعته إليها الضرورة ليبلغ ما يريد في حياته".بداياته كجاسوسإستناداالى المخابرات المصرية كانت التهمة الرئيسية للهجان عند إرجاعه الى مصرقسرا هو الإعتقاد ان الهجان هو ضابط يهودي وإسمه ديفيد ارنسون حيث كانالهجان يحمل جواز سفر بريطاني بإسم دانيال كالدويل وفي نفس الوقت تمالعثور بحوزته على شيكات موقع بأسم رفعت الجمال وكان يتكلم اللغه العربيهبطلاقه. كان الضابط حسن حسني من البوليس السري المصري هو المسؤول عنإستجواب الهجان , وبعد إستجواب مطول, اعترف رفعت الجمال بهويته الحقيقيهوكشف كل ما مرت عليه من احداث واندماجه مع الجاليات اليهوديه حتى اصبح جزءمنهم واندماجه في المجتمع البريطاني والفرنسي. وقام حسن حسني بدس مخبرينفي سجنه ليتعرفوا على مدى اندماجه مع اليهود في معتقله وتبين ان اليهود لايشكون ولو للحظه بأنه ليس يهودي مثلهم وتم في تلك الأثناء وإستنادا الىالمخابرات المصرية التأكد من هوية الهجان الحقيقية.

بعدمحاولات عديدة إتسمت بالشد و الرخي من قبل ضابط البوليس السري حسن حسني تمعرض خيارين للهجان اما السجن واما محو الماضي بشخصيته بما فيه رفعت الجمالوبداية مرحله جديده وبهويه جديده ودين جديد ودور قمة في الاهميه والخطورهوالعمل لصالح المخابرات المصرية الحديثة النشوء و بعد ان وافق رفعت الجمالعلى هذا الدور بدأت عمليات تدرب طويله وشرحوا له اهداف الثورة وعلمالاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات واساليب اخفاء الحقائق لمستحقيالضرائب ووسائل تهريب الاموال بلاضافه عادات وسلوكيات وتاريخ وديانةاليهود وتعلم كيف يميز بين اليهود الاشكانز واليهود السفارد وغيرهم مناليهود وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكروالفر، والتصوير بآلات تصوير دقيقة جداً، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائلأجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو،وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحةالصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة وهكذا انتهى رفعت الجمال وولدجاك بيتون في 23 اغسطس 1919 من اب فرنسي وام ايطاليه وديانته يهودياشكانزي وانتقل للعيش في حي في الإسكندرية يسكنه الطائفه اليهوديه وحصلعلى وظيفه مرموقه في شركة في احدى شركات التامين وانخرط في هذا الوسطوتعايش معهم حتى اصبح واحد منهم.هناك جدل حول الضابط المسؤول عنتجنيد الهجان و زرعه داخل اسرائيل فبعض المصادر تشير الى حسن حلمي بلبلوهو أحد الرجال الذين انشأوا المخابرات المصرية العامة وكان يرمز له فيمسلسل رأفت الهجان باسم حسن صقر, وكان عبدالمحسن فايق مساعدا له وكان يرمزله في المسلسل باسم محسن ممتاز بينما يعتقد البعض الآخر ان اللواءعبدالعزيز الطودي أحد ضباط المخابرات المصرية العامة الذي كان يرمز له فيمسلسل رأفت الهجان بإسم عزيز الجبالي كان مسئولا عن الاتصال وعمل رفعتالجمال داخل اسرائيل بينما يذهب البعض الآخر ان العملية كانت مجهوداجماعيا ولم تكن حكرا على أحد .في مذكراته يكشف (رفعت الجمَّال) بأنهقد انضمّ، أثناء وجوده في الإسكندرية، إلى الوحدة اليهودية (131)، التيأنشأها الكولونيل اليهودي إفراهام دار، لحساب المخابرات الحربيةالإسرائيلية (أمان)، والتي شرع بعض أفرادها في القيام بعمليات تخريبية، ضدبعض المنشآت الأمريكية والأجنبية، على نحو يجعلها تبدو كما لو أنها من صنعبعض المنظمات التحتية المصرية، فيما عرف بعدها باسم فضيحة لافون، نسبة إلى(إسحق لافون)، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك. الوحدة (131)، كان (رفعتالجمَّال) زميلاً لعدد من الأسماء، التي أصبحت فيما بعد شديدة الأهمية مثلمارسيل نينو و ماكس بينيت ، و ايلي كوهين، ذلك الجاسوس الذي كاد يحتلّمنصباً شديد الحساسية والخطورة، بعد هذا بعدة سنوات، في سوريا.مذكرات (رفعت) عن هذه الفترة تقول"مرةأخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور أنني ماأزال مديناً لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهازالمخابرات. فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمةمكان للاختباء في (إسرائيل)، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّنهائياً والمعروف أن (إسرائيل) لا تضيع وقتاً مع العملاء الأجانب.يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقاً إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخالقدمين في الدور الذي تقمصته، كما لو كنت أمثل دوراً في السينما، وكنت قدأحببت قيامي بدور (جاك بيتون). أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هوأن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هوالجاسوسية الدولية. وقلت في نفسي أي عرض مسرحي مذهل هذا؟... لقد اعتدتدائماً وبصورة ما أن أكون مغامراً مقامراً، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرتأمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي. سوف أؤدي أفضلأدوار حياتي لأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض عليَّ وأستجوبوأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة الأوسكار".تسلمالجمال مبلغ 3000 دولار أمريكي من المخابرات المصرية ليبدأ عمله وحياته فيإسرائيل. وفي يونيو 1956 استقل سفينة متجهة إلى نابولي قاصداً أرضالميعاد.البدايات حسب الروايات الإسرائيليةايتان هابر مؤلفكتاب الجواسيسفي عام 2002 صدر في إسرائيل كتاب الجواسيس من تأليف الصحفيينايتان هابر (الذي عمل سنوات طويلة إلى جانب رئيس الحكومة الراحل اسحقرابين, وتولى مسؤولية مدير ديوانه) ويوسي ملمن ويحكي الكتاب قصة أكثر من20 جاسوساً ومن بينهم رفعت الجمال ولكن القصة في ذلك الكتاب مغايرة تمامالما ورد في نسخة المخابرات المصرية والتي تم توثيقها في المسلسلالتلفزيوني رأفت الهجان وفي القصة إدعاء بان الإسرائيليين عرفوا هويةالجمال منذ البداية، وجندوه كعميل وجاسوس لهم علي مصر، وأن المعلومات التينقلها إليهم، ساهمت في القبض علي شبكات تجسس مصرية عديدة مزروعة فيإسرائيل من قبل المصريين، وأنه نقل للمصريين معلومات أدت إلي تدمير طائراتلسلاح الجو المصري وإلي هزيمة حرب 1967. وكل هذا تدحضه الرواية المصريةالتي تؤكد أن الجمال (الهجان) كان مواطنا مصريا خالصا أعطي وطنه الكثيرإستناداالى كتاب الجواسيس وكما اوردها صحيفة يديعوت احرونوت [9] الإسرائيلية فإنالمخابرات المصرية جندت في مطلع الخمسينيات مواطنا مصريا اسمه رفعت عليالجمال، بعد تورطه مع القانون ومقابل عدم تقديمه للمحاكمة عرض عليه العملجاسوسا وأعطيت إليه هوية يهودية واسم جاك بيتون. وجري إدخاله إلي إسرائيلبين مئات المهاجرين الذين وصلوا من مصر في تلك الفترة، وكان الهدف منإدخاله استقراره في إسرائيل وإقامة مصلحة تجارية تستخدم تمويها جيدالنشاطاته التجسسية, ولكن الشاباك وهي وحدة خاصة في الموساد مهمتها تدقيقماضي المهاجرين الجدد لمعرفة إذا كانوا جواسيس وإسترعى إنتباه الشاباك إنالهجان كان يتحدث الفرنسية بطلاقة لا يمكن أن يتحدث بها يهودي من مواليدمصر وقرر الموساد وضعه تحت المراقبة وقاموا بتفتيش منزله وعثروا على حبرسري وكتاب شيفرات لالتقاط بث إذاعي، وإستنادا الى نفس الكتاب فإن شموئيلموريه رئيس قسم إحباط التجسس العربي و ضباط في الاستخبارات العسكريةوالموساد و عاموس منور ورئيس الاستخبارات العسكرية يهوشفاط هيركابي قرروامحاولة القيام بعملية خطيرة وهي تحويل العميل المصري إلي عميل مزدوجيستمرالكتاب بسرد القصة قائلا بان الهجان أقام عام 1956 شركة سفر صغيرة باسم(سيتور) في شارع برنر بتل أبيب وهكذا وجد من الناحية العملية تعاوناًتجارياً سرياً بين المخابرات المصرية التي مولت جزءا من تكلفة إقامةالشركة والشاباك التي ساهمت أيضا في تمويل الشركة وكان الهجان مشهورابمغامراته النسائية، ليس فقط في إسرائيل بل وفي أوروبا أيضا حيث تعرفبيتون في إحدي جولاته بأوروبا في اكتوبر عام 1963 علي فالفرود وهي إمرأةألمانية مطلقة لديها طفلة اسمها أندريه عمرها أربع سنوات وتزوجها بعد عشرةأيام في كنيسة بطقوس دينية كاملةإنجازاته حسب المخابرات المصريةتزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثى على مصر قبله بفترة مناسبه إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد .تزويدمصر بميعاد الهجوم عليها فى 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجدلوجود معلومات أخرى تشير لأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا .الإيقاعبأخطر جاسوس إسرائيلى فى سوريا , وإسمه الحقيقى ايلي كوهين وعرف فى سوريابإسم كامل أمين ثابت عندما أبلغ المخابرات المصرية، أن صورة (كامل أمينثابت)، التي نشرتها الصحف، المصرية والسورية، إنما هي لزميله السابق،الإسرائيلي إيلى كوهينإبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه علي غالي في ميلانوالإيقاعبشبكه "لافون" التى قامت بعمل تفجيرات فى مصالح أمريكيه فى مصر , لإفسادالعلاقات المصريه الأمريكيه فيما عرف أثناءها بإسم "فضيحه لافون" نسبه إلىقائدها .زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر على الانتصار في حرب أكتوبر .كانت له علاقة صداقه وطيدة بينه وبين موشى ديان و عيزرا وايزمان و شواب و بن غوريونإنجازاته حسب المخابرات الإسرائيليةنقل معلومات سرية دقيقة وصحيحة لا تلحق أضرارا بأمن إسرائيل لكنها من جهة ثانية ترفع من شأن بيتون لدي المخابرات المصريةإعطاء إنطباع إن الجيش الأسرائيلي يستعد لعملية انتقامية واسعة النطاق ضد الأردنتغذيةالمخابرات المصرية بمعلومات كاذبة حول المخططات العسكرية الإسرائيلية،ومكنت هذه المعلومات مصر من الوصول إلي نتيجة مفادها أن إسرائيل لن تبدأبتوجيه ضربة وقائية للحشود العسكرية المصرية في سيناء، وتضمنت المعلوماتالتي نقلها (بيتون) لمصر ما يستشف منه أن إسرائيل وفي حال شنها هجوما عليالقوات المصرية لن تستخدم سلاح الجو، وأن الهجوم سيشن في موعد متأخر عنالموعد الذي خطط له فعلا.تصديق المصريين لمعلومات الهجان وإبقاء طائراتهم الحربية علي الأرض في المطارات معرضة لهجوم جويمذكراتهقررالهجان أن يكتب مذكراته , وأودعها لدى محاميه , على أن يتم تسليمها لزوجتهبعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة علىأن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات الطوالويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام1977 ، ليعود أخيراً إلى مصر وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث رفعت الجمَّال عنإصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر . توفي بألمانيا فيعام 1982 بعد معاناته بمرض سرطان الرئة1981، وقد كتب "الجمال" وصيه تفتحفي حال وفاته , وكان نصها كالتالي :"وصيتي. أضعها أمانة في أيديكمالكريمة السلام على من اتبع الهدى بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإناإليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارهالاغية، وهاأنذا أقدم لسيادتكم وصيتي بعد تعديلها إلى ما هو آت: في حالةعدم عودتي حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أي أن تكتشف حقيقة أمري فيإسرائيل، وينتهي بي الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد في هذه الحال، وهوالإعدام، فإنني أرجو صرف المبالغ الآتية:لأخي من أبى سالم علىالهجان، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إنلم يكن يزيد على المبالغ التي صرفها على منذ وفاة المرحوم والدي عام 1935،وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.لأخي حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أرادمبلغ...لشقيقتي العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم ..بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة منى لها، وأسألها الدعاء لي دائمابالرحمة.المبلغ المتبقي من مستحقاتي يقسم كالآتي: نصف المبلغ لطارقمحمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتي شريفة، وليعلم أنني كنت أكن لهمحبة كبيرة. النصف الثاني يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتيأمام الله، بعد أن بذلت كل ما في وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبروالعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعونأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله "الهجان في أدب الجاسوسيةفىالرابع من فبراير عام 1987، روى الكاتب الراحل صالح مرسى كيف ظهرت إلىالوجود قصته عن عميل المخابرات رأفت الهجان. كان الكاتب حسبما يقول قد قرروقتها أن يتوقف عن كتابة هذا النوع من الأدب، لولا لقاء بالمصادفة جمعهبشاب من ضباط المخابرات المصرية أخذ يلح عليه وبشدة أن يقرأ ملخصا لعمليةمن عمليات المخابرات. ذات ليلة حمل الدوسيه الذى يحوى تفاصيلها إلى غرفةنومه وشرع فى القراءة وتمالكه إعجاب وتقدير كبير لشخصية رأفت الهجان وقرران يلتقي مع محسن ممتاز احد الضباط الذين جندوا الهجان للحصول على تفاصيلإضافية تساعده في الكتابة عن الهجان و إلتقى صالح مرسي ايضا مع عبدالعزيزالطودى المتخفى باسم عزيز الجبالى الذى راح يروى على مدى عشرة فصول مخطوطةوعلى 208 ورقات فلوسكاب ما حدث على مدى ما يقرب من عشرين عاماًمنذظهور قصة (رفعت الجمَّال) إلى الوجود، كرواية مسلسلة، حملت اسم رأفتالهجَّان، في 3 يناير 1986 ، في العدد رقم 3195 من مجلة المصوِّر المصرية،جذب الأمر انتباه الملايين، الذين طالعوا الأحداث في شغف مدهش، لم يسبق لهمثيل، وتعلَّقوا بالشخصية إلى حد الهوس، وأدركوا جميعاً، سواء المتخصصينأو غيرهم، أنهم أمام ميلاد جديد، لروايات عالم المخابرات، وأدب الجاسوسية،وتحوَّلت القصة إلى مسلسل تليفزيوني، سيطر على عقل الملايين، في العالمالعربي كله، وأثار جدلاً طويلاً، ولأن الأمر قد تحوَّل، من مجرَّد روايةفي أدب الجاسوسية، تفتح بعض ملفات المخابرات المصرية، إلى صرعة لا مثيللها، ولهفة لم تحدث من قبل، وتحمل اسم (رأفت الهجان)، فقد تداعت الأحداث و راحت عشرات الصحف تنشر معلومات جديدة في كل يوم، عن حقيقة ذلك الجاسوس


مقدم اليكم من صفحة مدرسة أينشتاين كل يوم معلومة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق